﴿ وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض ﴾ سجود تعبد وانقياد ﴿ طَوْعاً ﴾ حال يعني الملائكة والمؤمنين ﴿ وَكَرْهًا ﴾ يعني المنافقين والكافرين في حال الشدة والضيق ﴿ وظلالهم ﴾ معطوف على ﴿ من ﴾ جمع ظل ﴿ بالغدو ﴾ جمع غداة كقنىً وقناة ﴿ والآصال ﴾ جمع أصل أصيل.
قيل ظل كل شيء يسجد لله بالغدو والآصال، وظل الكافر يسجد كرهاً وهو كاره، وظل المؤمن يسجد طوعاً وهو طائع ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السماوات والأرض قُلِ الله ﴾ حكاية لاعترافهم لأنه إذا قال : لهم من رب السموات والأرض لم يكن لهم بد من أن يقولوا : الله، دليله قراءة ابن مسعود وأبي ﴿ قالوا الله ﴾ أو هو تلقين أي فإن لم يجيبوا فلقنهم فإنه لا جواب إلا هذا ﴿ قُلْ أفاتخذتم مّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ﴾ أبعد أن علمتموه رب السماوات والأرض اتخذتم من دونه آلهة ﴿ لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرّاً ﴾ لا يستطيعون لأنفسهم أن ينفعوها أو يدفعوا ضرراً عنها فكيف يستطيعونه لغيرهم وقد آثرتموهم على الخالق الرازق المثيب المعاقب فما أبين ضلالتكم.
﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير ﴾ أي الكافر والمؤمن أو من لا يبصر شيئاً ومن لا يخفى عليه شيء ﴿ أَمْ هَلْ تَسْتَوِى الظلمات والنور ﴾ ملل الكفر والإيمان.


الصفحة التالية
Icon