وقال الخازن :
قوله :﴿ أنزل من السماء ماء ﴾
لما شبه الله الكافر بالأعمى والمؤمن بالبصير وشبه الكفر بالظلمات والإيمان بالنور ضرب لذلك مثلاً فقال تعالى : أنزل من السماء ماء يعني المطر ﴿ فسالت أودية بقدرها ﴾ أودية جمع واد وهو المفرج بين الجبلين يسيل فيها الماء وقوله : فسالت أودية فيه اتساع، وحذف تقديره فسال في الوادي فهو كما يقال جري النهر والمراد جرى الماء في النهر فحذف في لدلالة الكلام عليه بقدرها.
قال مجاهد بمثلها وقال ابن جريج : الصغير بقدره والكبير بقدره، وقيل : بمقدار مائها وإنما نكر أودية لأن المطر إذا نزل لا يعم جميع الأرض، ولا يسيل في كل الأودية بل ينزل في أرض دون أرض ويسيل في واد دون وادٍ.
فلهذا السبب جاء هذا بالتنكير.


الصفحة التالية
Icon