وقال الآلوسى :
﴿ أَنزَلَ مِنَ السماء ﴾
أي من جهتها على ما هو المشاهد، وقيل : منها نفسها ولا تجوز في الكلام.
واستدل له بآثار الله تعالى أعلم بصحتها، وقيل : انزل منها نفسها ﴿ مَاء ﴾ أي كثيراً أو نوعاً منه وهو ماء المطر باعتبار أن مباديه منها وذلك لتأثير الإجرام الفلكية في تصاعد البخار فيتجوز في ﴿ مِنْ ﴾ ﴿ فَسَالَتْ ﴾ بذلك ﴿ أَوْدِيَةٌ ﴾ دافعة في مواقعه لا جميع الأودية إذ الأمطار لا تستوعب الأقطار وهو جمع واد.
قال أبو علي الفارسي : ولا يعلم أن فاعلاً جمع على افعلة، ويشبه أن يكون ذلك لتعاقب فاعل وفعيل على الشيء الواحد كعالم وعليم وشاهد وشهيد وناصر ونصير.
ثم ان وزن فاعل يجمع على أفعال كصاحب وأصحاب وطائر وأطيار.
ووزن فعيل بجمع على أفعلة كجريب وأجربة، ثم لما حصلت المناسبة المذكورة بين فاعل وفعيل لا جرم يجمع فاعل جمع فعيل فيقال : واد وأودية ويجمع فعيل فاعل يتيم وأيتام وشريف وأشراف ا ه.
ونظير ذلك ناد وأندية وناج وأنجية قيل.
ولا رابع لها.
وفي شرح التسهيل ما يخالفه.