" فصل "
قال السيوطى :
﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩) ﴾
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق ﴾ قال : هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه. ﴿ كمن هو أعمى ﴾ قال : عن الحق، فلا يبصره ولا يعقله ﴿ إنما يتذكر أولوا الألباب ﴾ فبين من هم فقال :﴿ الذين يوفون بعهد الله ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه في قوله ﴿ أولوا الألباب ﴾ يعني، من كان له لب أو عقل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - قال : إنما عاتب الله تعالى أولي الألباب، لأنه يحبهم. ووجدت ذلك في آية من كتاب الله تعالى ﴿ إنما يتذكر أولوا الألباب ﴾.
﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (٢١) ﴾
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ﴾ فعليكم بالوفاء بالعهد ولا تنقضوا الميثاق، فإن الله قد نهى عنه وقدم فيه أشد التقدمة، وذكره في بضع وعشرين آية، نصيحة لكم وتقدمة إليكم وحجة عليكم، وإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله، وذكر لنا أن النبي ﷺ، كان يقول في خطبته " لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ".


الصفحة التالية
Icon