وإنما أطنب في التعبير عنها بطريقة اسم الموصول ما أمر الله به أن يوصل } لما في الصلة من التعريض بأن واصلها آتتٍ بما يرضي الله لينتقل من ذلك إلى التعريض بالمشركين الذين قطعوا أواصر القرابة بينهم وبين رسول الله ﷺ ومَن معه من المؤمنين وأساءوا إليهم في كل حال وكتبوا صحيفة القطيعة مع بني هاشم.
وفيها الثناء على المؤمنين بأنهم يصلون الأرحام ولم يقطعوا أرحام قومهم المشركين إلا عندما حاربوهم وناووهم.
وقوله :﴿ أن يوصل ﴾ بدل من ضمير ﴿ به ﴾، أي ما أمر الله بوصله.
وجيء بهذا النظم لزيادة تقرير المقصود وهو الأرحام بعد تقريره بالموصولية.
والخشية : خوف بتعظيم المخوف منه وتقدمت في قوله تعالى :﴿ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ﴾ في سورة البقرة ( ٤٥ ).
وتطلق على مطلق الخوف.
والخوف : ظن وقوع المضرة من شيء.
وتقدم في قوله تعالى :﴿ إلا أن يخافا ألاّ يقيما حدود الله ﴾ في سورة البقرة ( ٢٢٩ ).
وسوء الحساب } ما يحفّ به مما يسوء المحاسَب، وقد تقدم آنفاً، أي يخافون وقوعه عليهم فيتركون العمل السيّء.
وجاءت الصلات ﴿ الذين يوفون ﴾ و ﴿ الذين يصلون ﴾ وما عطف عليهما بصيغة المضارع في تلك الأفعال الخمسة لإفادة التجدد كناية عن الاستمرار.
وجاءت صلة ﴿ والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ﴾ وما عطف عليها وهو ﴿ وأقاموا الصلاة وأنفقوا ﴾ بصيغة المضيّ لإفادة تحقق هذه الأفعال الثلاثة لهم وتمكنها من أنفسهم تنويهاً بها لأنها أصول لفضائل الأعمال.
فأما الصبر فلأنه ملاك استقامة الأعمال ومصدرها فإذا تخلق به المؤمن صدرت عنها لحسنات والفضائل بسهولة، ولذلك قال تعالى :﴿ إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴾ [ سورة العصر : ٢ ٣ ].


الصفحة التالية
Icon