والجنات معناها كما نفهم هي البساتين التي فيها أشجار وفيها ثمار ؛ وكل ما تشتهي الأنفس، مع ملاحظة أن هذه الجنَّات ليست هي المساكن ؛ بل في تلك الجنات مسكن بدليل قول الحق سبحانه :﴿ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ... ﴾ [ التوبة : ٧٢ ]
فالجنات هي الحدائق ؛ وفيها مساكن، ونحن في حياتنا الدنيا نجد الفيلات في وسط الحدائق، فما بالنا بما يَعِد به الله من طيب المساكن وسط الجنات؟
لابد أن ينطبق عليه وصف الرسول ﷺ للجنة في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه :
" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ".
وهكذا بيَّن الله سبحانه عقبى الدار ؛ فهي :﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ... ﴾ [ الرعد : ٢٣ ]
وآباء جمع " أب " أي : يدخلها مع أولي الألباب مَنْ كان صالحاً من الآباء مُتبعاً لمنهج الله.
وإنْ سأل سائل : وأين الأمهات؟
أقول : نحن ساعة نثني المتماثلين نُغلِّب الذَّكر دائماً، ولذلك فآباؤهم تعني الأب والأم، ألَمْ يقُلِ الحق سبحانه في سورة يوسف :﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش... ﴾ [ يوسف : ١٠٠ ]
وهؤلاء هم الذين يدخلون الجنة من أُولِي الأَلْباب الذين استوفَوْا الشروط التسعة التي تحدَّثنا عنها ؛ فهل استوفى الآباء والأزواج والأبناء الشروط التسعة؟
ونقول : إن الحقَّ سبحانه وتعالى يعامل خَلْقه في الدنيا بمقتضى العواطف الموجودة في الذُّرية ؛ فالواحد مِنّا يُحِب أولاده وأزواجه وآباءه ؛ ومادام يحبهم وقد صلحوا كُلٌّ حَسْب طاقته ؛ فالحق سبحانه يُلحقهم به.


الصفحة التالية
Icon