وقال ابن عطية :
قوله :﴿ ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك ﴾ الآية.
في صدر هذه الآية تأنيس للنبي ﷺ ورد على المقترحين من قريش بالملائكة المتعجبين من بعثة الله بشراً رسولاً. فالمعنى : أن بعثك يا محمد ليس ببدع فقد تقدم هذا في الأمم. ثم جاء قوله :﴿ وما كان لرسول ﴾ الآية، لفظه لفظ النهي والزجر، والمقصود به إنما هو النفي المحض، لكنه نفي تأكد بهذه العبارة، ومتى كانت هذه العبارة عن أمر واقع تحت قدرة المنهي فهي زجر، ومتى لم يقع ذلك تحت قدرته فهو نفي محض مؤكد، و﴿ بإذن الله ﴾ معناه : إلا أن يأذن الله في ذلك.
وقوله :﴿ لكل أجل كتاب ﴾ لفظ عام في جميع الأشياء التي لها آجال، وذلك أنه ليس كائن منها إلا وله أجل في بدئه أو في خاتمته.
وكل أجل مكتوب محصور، فأخبر تعالى عن كتبه الآجال التي للأشياء عامة، وقال الضحاك والفراء : المعنى : لكل كتاب أجل.
قال القاضي أبو محمد : وهذا العكس غير لازم ولا وجه له، إذ المعنى تام في ترتيب القرآن، بل يمكن هدم قولهما بأن الأشياء التي كتبها الله تعالى أزلية باقية كتنعيم أهل الجنة وغيره يوجد كتابها لا أجل له.
وقوله :﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ قرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي " ويثبّت " بشد الباء. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم " ويثبت " بتخفيفها.