مثل قوله :﴿ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [ فاطر : ٨ ].
ثم قال :﴿ وَمَن يُضْلِلِ الله ﴾ يعني : من يخذل عن دينه الإسلام، ولا يوفقه ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ يعني : ما له من مرشد إلى دينه غير الله تعالى.
قوله تعالى :﴿ لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الحياة الدنيا ﴾ يعني : لهم في الدنيا الشدائد، والأمراض.
ويقال : وعند الموت.
ويقال : القتل على أيدي المسلمين، والغلبة عليهم ﴿ وَلَعَذَابُ الآخرة أَشَقُّ ﴾ يعني : أشدّ ﴿ وَمَا لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ ﴾ يعني : ملجأ يلجؤون إليه فيمنعهم من عذاب الله تعالى.
قوله تعالى :﴿ مَّثَلُ الجنة التى وُعِدَ المتقون ﴾ قال بعضهم : المثل هنا أراد به الصفة، ولم يرد به التشبيه، لأنه قد ذكر من قبل حديث الجنة، وهو قوله تعالى :﴿ لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبِّهِمُ الحسنى والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِى الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أولئك لَهُمْ سواء الحساب وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المهاد ﴾ [ الرعد : ١٨ ] وقال بعد ذلك :﴿ جنات عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءَابَائِهِمْ وأزواجهم وَذُرِّيَّاتِهِمْ والملائكة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ ﴾ [ الرعد : ٢٣ ] ثم بيّن ههنا صفة الجنة.
فقال :﴿ مَّثَلُ الجنة ﴾ يعني : صفة الجنة ﴿ التى وُعِدَ المتقون ﴾، الذين يتقون الشرك، والفواحش.
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ ﴿ مَّثَلُ الجنة التى وُعِدَ المتقون ﴾ يعني : صفاتها وأحاديثها ﴿ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار أُكُلُهَا دَائِمٌ ﴾ يعني : نعيمها لا ينقطع عنهم أبداً ﴿ وِظِلُّهَا ﴾ يقول : وهكذا ظلها دائم أبداً، ليس فيها شمس.