فإنك تمحو ما تشاء، وتثبت ما تشاء، وعندك أم الكتاب.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال ﴿ يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ ﴾ إلا الشقاوة، والسعادة، والموت، والحياة.
وروى منصور عن مجاهد أنه قال : إلا الشقاوة، والسعادة، لا يتغيران.
ويقال :﴿ يَمْحُو الله مَا يَشَاء ﴾ من أعمال بني آدم.
ما كتب الحفظة ما ليس فيه جزاء خير ولا شر ﴿ وَيُثَبّتْ ﴾ ما فيه جزاء خير أو شر.
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إن الحفظة إذا رفعت ديوان العبد، فإن كان في أوله وآخره خير، يمحو الله ما بينهما من السيئات، وإن لم يكن في أوله وآخره حسنات، يثبت ما فيه من السيئات.
وقال مقاتل :﴿ يَمْحُو الله ﴾ يعني : ينسخ الله ما يشاء من القرآن، ويثبت، ويقر المحكم الناسخ ما يشاء فلا ينسخه.
ويقال :﴿ يَمْحُو الله ﴾ يعني : المعرفة عن ما يشاء ﴿ وَيُثَبّتْ ﴾ في قلب من يشاء.
وهو مثل قول ﴿ وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ ويهدى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ [ الرعد : ٢٧ ] ويقال : يقضي على العبد البلاء، فيدعو العبد، فيزول عنه.
كما روي في الخبر "الدُّعَاءُ يَرُدُّ البَلاَءَ".
ثم قال :﴿ وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب ﴾ يعني : أصل الكتاب، وجملته، وهو اللوح المحفوظ كتب فيه كل شيء قبل أن يخلقهم.
قوله تعالى :﴿ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذى نَعِدُهُمْ ﴾ من العذاب، والزلازل، والمصايب، في الدنيا إذ كذبوك، وأنت حي ﴿ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾ يقول : أو نميتك قبل أن نرينك ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ ﴾ بالرسالة ﴿ وَعَلَيْنَا الحساب ﴾ يعني : الجزاء.
ثم قال :﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى الأرض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ يعني : نفتحها من نواحيها.
وروي عن النبي ﷺ أنه قال :" هُوَ ذَهَابُ العُلَمَاءِ ".