فأراد أرددناه، وهذا معنى قول قتادة. لو فعل هذا قرآن قبل قرآنكم لفعل بقرآنكم.
وقال آخرون : جواب لو يقدم وتقدير الكلام وهم يكفرون بالرحمن ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجبال ﴾ الآية كأنه قال ولو أنّ قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى لكفروا بالرحمن وبما آمنوا.
ثم قال :﴿ بَل للَّهِ الأمر جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا ﴾.
قال المفسرون : أفلم يعلم.
وقال الكلبي : هي بلغة النخع حي من العرب.
وقال القاسم معن : هي لغة هوازن.
وقال سحيم بن وثيل الرياحي :
أقول لهم بالشعب إذ يسرونني | ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم |
ويروى : لمسرونني من الأسر.
وقال الآخر :
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه | وإن كنت عن أرض العشيرة نائياً |
وأما الفراء : فكان ينكر ذلك ويزعم أنه لم يُسمع أحدٌ من العرب يقول : يئست وهو يقول هو في المعنى وإنْ لم يكن مسموعاً يئست بمعنى علمت متوجه إلى ذلك، وذلك أنّ الله تعالى قد أوحى إلى المؤمنين أنه لو شاء الله لهدى الناس جميعاً.
فقال ألم ييئسوا علماً يقول يؤسهم العلم فكان العلم فيه مضمراً كما يقول في الأعلام يئست منك أن لا يفلح علماً كأنه قول علمته علماً.
قال الشاعر :
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا | غضفاً دواجن قافلا اعصامها |