وقال النسفى :
﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩) ﴾
دخلت همزة الإنكار على الفاء في ﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ ﴾ لإنكار أن تقع شبهة ما بعد ما ضرب من المثل في أن حال من علم ﴿ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحق ﴾ فاستجاب بمعزل من حال الجاهل الذي لم يستبصر فيستجيب وهو المراد بقوله :﴿ كَمَنْ هُوَ أعمى ﴾ كبعد ما بين الزبد والماء والخبث والإبريز ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الألباب ﴾ أي الذين عملوا على قضايا عقولهم فنظروا واستبصروا.
﴿ الذين يُوفُونَ بِعَهْدِ الله ﴾ متبدأ والخبر ﴿ أولئك لهم عقبى الدار ﴾ كقوله ﴿ والذين يَنقُضُونَ عَهْدَ الله أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللعنة ﴾ [ الرعد : ٢٥ ] وقيل هو صفة لأولي الألباب والأول أوجه وعهد الله ما عقدوه على أنفسهم من الشهادة بربوبيته وأشهدهم على أنفسهم من الشهادة بربوبيته ألست بربكم قالوا بلى ﴿ وَلاَ يِنقُضُونَ الميثاق ﴾ ما أوثقوه على أنفسهم وقبلوه من الإيمان بالله وغيره من المواثيق بينهم وبين الله وبين العباد تعميم بعد تخصيص


الصفحة التالية
Icon