﴿ وَلَقَدِ استهزىء بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ الإملاء الإمهال وأن يترك ملاوة من الزمان في خفض وأمن ﴿ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ وهذا وعيد لهم وجواب عن اقتراحهم الآيات على رسول الله استهزاءً به وتسلية له
﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ ﴾ احتجاج عليهم في إشراكهم بالله يعني أفالله الذي هو رقيب ﴿ على كُلّ نَفْسٍ ﴾ صالحة أو طالحة ﴿ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ يعلم خيره وشره ويعد لكل جزاءه كمن ليس كذلك.
ثم استأنف فقال ﴿ وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء ﴾ أي الأصنام ﴿ قُلْ سَمُّوهُمْ ﴾ أي سموهم له من هم ونبئوه بأسمائهم ثم قال :﴿ أَمْ تُنَبّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى الأرض ﴾ على "أم" المنقطعة أي بل أتنبئونه بشركاء لا يعلمهم في الأرض وهو العالم بما في السماوات والأرض فإذا لم يعلمهم علم أنهم ليسوا بشيء والمراد نفي أن يكون له شركاء ﴿ أَم بظاهر مّنَ القول ﴾ بل أتسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير أن يكون لذلك حقيقة كقوله ﴿ ذلك قَوْلُهُم بأفواههم ﴾ [ التوبه : ٣٠ ] ﴿ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَآ ﴾ [ يوسف : ٤٠ ] ﴿ بَلْ زُيّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ ﴾ كيدهم للإسلام بشركهم ﴿ وَصُدُّواْ عَنِ السبيل ﴾ عن سبيل الله بضم الصاد كوفي وبفتحها غيرهم ومعناه وصدوا المسلمين عن سبيل الله ﴿ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ من أحد يقدر على هدايته ﴿ لَّهُمْ عَذَابٌ فِى الحياة الدنيا ﴾ بالقتل والأسر وأنواع المحن ﴿ وَلَعَذَابُ الأخرة أَشَقُّ ﴾ أشد لدوامه ﴿ وَمَا لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ ﴾ من حافظ من عذابه.


الصفحة التالية
Icon