﴿ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ ﴾ يوسعه ويضيقه. ﴿ وَفَرِحُواْ ﴾ أي أهل مكة. ﴿ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ بما بسط لهم في الدنيا. ﴿ وَمَا الحياة الدنيا فِى الآخرة ﴾ أي في جنب الآخرة. ﴿ إِلاَّ متاع ﴾ إلا متعة لا تدوم كعجالة الراكب وزاد الراعي، والمعنى أنهم أشروا بما نالوا من الدنيا ولم يصرفوه فيما يستوجبون به نعيم الآخرة واغتروا بما هو في جنبه نزر قليل النفع سريع الزوال.
﴿ وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبّهِ قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاءُ ﴾ باقتراح الآيات بعد ظهور المعجزات. ﴿ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ أقبل إلى الحق ورجَع عن العناد، وهو جواب يجري مجرى التعجب من قولهم كأنه قال قل لهم ما أعظم عنادكم إن الله يضل من يشاء ممن كان على صفتكم، فلا سبيل إلى اهتدائهم وإن أنزلت كل آية، ويهدي إليه من أناب بما جئت به بل بأدنى منه من الآيات.
﴿ الذين ءَامَنُواْ ﴾ بدل ﴿ من ﴾ أو خبر مبتدأ محذوف. ﴿ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله ﴾ أنساً به واعتماداً عليه ورجاء منه، أو بذكر رحمته بعد القلق من خشيته، أو بذكر دلائله الدالة على وجوده ووحدانيته أو بكلامه يعني القرآن الذي هو أقوى المعجزات. ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ القلوب ﴾ تسكن إليه.
﴿ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ مبتدأ خبره. ﴿ طوبى لَهُمْ ﴾ وهو فعلى من الطيب قلبت ياؤه واواً لضمة ما قبلها مصدر لطاب كبشرى وزلفى، ويجوز فيه الرفع والنصب ولذلك قرىء. ﴿ وَحُسْنُ مَئَابٍ ﴾ بالنصب.


الصفحة التالية
Icon