﴿الله يبسط الرزق﴾، أي : يوسعه ﴿لمن يشاء ويقدر﴾، أي : يضيقه على من يشاء سواء في ذلك الطائع والعاصي و لا تعلق لذلك بالكفر والإيمان فقد يوجد الكافر موسعاً عليه دون المؤمن ويوجد المؤمن موسعاً عليه دون الكافر فالدنيا دار امتحان ولما كانت السعة مظنة الفرح إلا عند من وفقه الله تعالى قال الله تعالى :﴿وفرحوا﴾، أي : كفار مكة فرح بطر ﴿بالحياة الدنيا﴾، أي : بما نالوه فيها لا فرح سرور بفضل الله والعافية عليهم ولم يقابلوه بالشكر حتى يستوجبوا نعيم الآخرة ﴿وما الحياة الدنيا﴾، أي : بكمالها ﴿في الآخرة﴾، أي : في جنبها ﴿الامتاع﴾، أي : حقير متلاش يتمتع به ويذهب كعجالة الراكب وهي ما يتعجله من تميرات أو شربة ماء سويق أو نحو ذلك.
﴿ويقول الذين كفروا﴾ من أهل مكة ﴿لولا﴾، أي : هلا ﴿أنزل عليه﴾، أي : على هذا الرسول ﴿آية﴾، أي : علامة بينة ﴿من ربه﴾، أي : المحسن إليه كالعصا واليد لموسى والناقة لصالح لنهتدي بها فنؤمن به وأمره الله تعالى أن يجيبهم بقوله :﴿قل﴾، أي : لهؤلاء المعاندين ﴿إن الله يضل من يشاء﴾ إضلاله فلا تغني عنه الآيات شيئاً وإن أنزلت كل آية ﴿ويهدي﴾، أي : يرشد ﴿إليه﴾، أي : إلى دينه ﴿من أناب﴾، أي : رجع إليه كأبي بكر الصديق وغيره ممن تبعه من العشرة المشهود لهم بالجنة وغيرهم ولو حصلت آية واحدة فلا تشتغلوا بطلب الآيات ولكن تضرعوا إلى الله تعالى في طلب الهداية وقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon