﴿وكذلك﴾، أي : كما أنزلنا الكتب على الأنبياء بلسانهم ﴿أنزلناه﴾، أي : القرآن ﴿حكماً﴾ والحكم فصل الأمر على الحق ﴿عربياً﴾ بلسانك ولسان قومك، وإنما سمي القرآن حكماً ؛ لأنّ فيه جميع التكاليف والحلال والحرام، والنقض والإبرام، فلما كان سبباً للحكم جعل نفس الحكم على سبيل المبالغة. وروي أنّ المشركين كانوا يدعون النبيّ ﷺ إلى ملة آبائه، فوعده الله تعالى على متابعتهم في تلك المذاهب بأن يصلى إلى قبلتهم بعد ما حوّله الله تعالى عنها بقوله تعالى :﴿ولئن اتبعت أهواءهم﴾، أي : الكفار فيما يدعونك إليه من ملتهم ﴿بعد ما جاءك من العلم﴾، أي : بأنك على الحق وأن قبلتك هي الكعبة ﴿ما لك من الله من ولي﴾، أي : ناصر ﴿ولا واق﴾، أي : مانع من عذابه. وقال ابن عباس : الخطاب مع النبيّ ﷺ والمراد أمته. ونزل لما عير الكفار النبيّ ﷺ بكثرة النساء.


الصفحة التالية
Icon