فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال الشيخ محمد أبو زهرة :
تمهيد :
سورة إبراهيم مكية إلا الآيتين ٢٨، ٢٩، وعدد آياتها اثنتان وخمسون آية،
وسميت سورة إبراهيم لما فيها من قصص إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق،
وسكن إسماعيل وذريته بجوار بيت الله المحرم، ولكن لم يتخذ شخص إبراهيم ـ عليه السلام ـ محور السورة، كما كان الشأن فى سورة يوسف ـ عليه السلام ـ
ابتدئت السورة الكريمة بالحروف المجردة وهى (الر ) ثم ذكر الكتاب الكريم وأن الله أنزله ليخرح الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد، وذكرت السورة ملك الله للسموات والأرض وما فيهما،
وأن الويل للكافرين بآياته الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، ويصدون عن سبيل الله تعالى ويبغونها معوجة، وأولئك فى ضلال مبين.
ويذكر الله سبحانه أنه ما أرسل من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم، فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء، وهو العزيز الحكيم.
وبعد ذلك يشير الله سبحانه إلى طرف من قصة موسى وقومه، فيذكر سبحانه على لسان موسى بنعمته عليهم إذ أخرجهم من آل فرعون يسومونهم سوء العذاب، ويبين سبحانه وتعالى أنهم إن شكروا زادهم نعما على نعم، ويقول
موسى لقومه (... إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨).
ويشير سبحانه من بعد ذلك إلى أبناء قوم نوح وعاد والذين من قبلهم لا يعلمهم إلا الله، جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم فى أفواههم، وعضوها غيظا، وقالوا إنا بما أرسلتم به كافرون، وإنا لفى شك مما تدعوننا إليه مريب.


الصفحة التالية
Icon