مما لم يسالوه وذلك معروف في اللغة أن يقال امض إلى فلان فإنه يعطيك كل ما سألت وإن كان يعطيه غير ما سأل
وفي الاية قول آخر وهو أنه لما قال جل وعز وآتاكم من كل ما سألتموه لم ينف غير هذا على ان الضحاك قد قرأ وآتاكم من كل ما سالتموه وقد رويت هذه القراءة عن الحسن ايضا وفسره الضحاك وقتادة على النفي وقال الحسن أي من كل الذي سالتموه بمعنى وآتاكم من كل الأشياء التي سألتم قال أبو جعفر وقول الحسن أولى والآخر يجوز على بعد وبعده أنه بالواو أحسن عطفا بمعنى وما سألتموه إلا أنه يجوز على بعد
٣٠ - وقوله جل وعز وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (آية ٣٥) وقرأ الجحدري وعيسى واجنبني بقطع الآلف ومعناه اجعلني جانبا وكذلك معنى اجنبني وجنبني معناه ثبتني على توحيدك كما قال تعالى واجعلنا مسلمين لك وهما مسلمان ٣١ - ثم قال تعالى رب إنهن أضللن كثيرا من الناس (آية ٣٦)
وهن لا يعقلن فالمعنى إن كثيرا من الناس ضلوا بسببهن وهذا كثير في اللغة يقال فتنتني هذه الدار أي استحسنتها فافتتنت بسببها فكأنها فتنتني ٣٢ - وقوله جل وعز فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم (آية ٣٧)
وقرا مجاهد تهوى إليهم معنى تهوي تنزع وتهوى تحب حدثنا محمد بن الحسن بن سماعة قال نا أبو نعيم قال نا عيسى بن قرطاس قال أخبرني المسيب بن رافع قال قال ابن عباس إن إبراهيم ﷺ حين قال رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع إلى قوله فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم فلو أن إبراهيم ﷺ قال اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لغلبكم عليه الترك والديلم وقرئ على علي بن الحسين القاضي بمصر عن الحسن ابن محمد عن يحيى بن عباد قال حدثنا شعبة عن الحكم قال سألت عطاء وطاووسا وعكرمة عن قوله جل وعز
فاجعل أفئدة من الناس قالوا الحج ٣٣ - وقوله جل وعز رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي (آية ٤٠)


الصفحة التالية
Icon