وقال الفراء :
ومن سورة إبراهيم
قول اللّه عزّ وجلّ : إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [١] اللَّهِ الَّذِي [٢].
يخفض فى الإعراب ويرفع «١». الخفض على أن تتبعه (الْحَمِيدِ) والرّفع على الاستئناف لانفصاله من الآية كقوله عزّ وجلّ (إِنَّ «٢» اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) إلى آخر الآية، ثم قال (التَّائِبُونَ «٣») وفى قراءة عبد اللّه (التائبين) كل ذلك صواب.
وقوله : وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [٤].
يقول : ليفهمهم وتلزمهم الحجّة. ثم قال عزّ وجلّ (فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ) فرفع لأنّ النيّة فيه الاستئناف لا العطف على ما قبله. ومثله (لِنُبَيِّنَ «٤» لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) ومثله
(٢) الآية ١١١ سورة التوبة.
(٣) فى الآية ١١٢ سورة التوبة.
(٤) الآية ٥ سورة الحج.