وقال ملا حويش :
تفسير سورة ابراهيم
عدد ٢٢ - ٧٢ - ١٤
نزلت بمكة بعد سورة نوح، عدا الآيتين ٢٨/ ٢٩ فإنهما نزلنا في المدينة، وهي اثنتان وخمسون آية، وثمنمئة وإحدى وستون كلمة، وثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفا، ومثلها في عدد الآي الحافة ونون.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"الر" تقدم ما فيه أول سورة يونس لمارة، هذا القرآن العظيم المدون في أنزلنا "كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ" يا سيد الرسل "لِتُخْرِجَ النَّاسَ" بهديه وإرشاده "مِنَ الظُّلُماتِ" الكفر والطغيان والجهالة "إِلَى النُّورِ" الإيمان والطاعة والعلم، تشير هذه الآية إلى أن طرق الإضلال كثيرة، لأنه جمع لفظ الظلمات الداخل فيه جميع أنواعها، وأفرد لفظ النور لأن طريق الإيمان واحد، وهكذا في جميع ما ورد في كتاب اللّه تعالى يكون النور مفردا والظلمات جمعا، وإنما شبه الكفر بالظلمات لأنها نهاية ما يتحيّر فيها الرجل من طرق الهدى، وشبه الإيمان بالنور لأنه غاية ما ينجلي به طريق الهداية، وهذا الإخراج "بِإِذْنِ رَبِّهِمْ" وأمره وتوفيقه وتسهيله وتيسيره "إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"


الصفحة التالية
Icon