وهذه الآية التي نحن بصددها كافية لسد باب الانتساب إلى ما بعد عدنان لأن الذي لا يعلمه إلا اللّه يعجز عنه البشر، لذلك يجب علينا أن نحجم عن الانتساب إلى ما بعد عدنان، ولهذا البحث صلة في الآية ١١١ من سورة المؤمنين الآتية.
قال تعالى "جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ" على صدقهم وما جاؤهم به من عند ربهم "فَرَدُّوا" أي الكفرة من أولئك الأمم "أَيْدِيَهُمْ" أوصلوها وأخذوها
"فِي أَفْواهِهِمْ" أي الرسل لئلا يتكلموا بما أرسلوا به، أو إلى أفواه أنفسهم إشارة لعدم رغبتهم بما يقولون لهم، وهذا كناية عن إسكاتهم تكذيبا لهم، وكثيرا ما يقع هذا بين المخاطبين الآن من أهل القرى والبوادي، إذا لم يرد المخاطب أن يسمع كلام المخاطب فإنه يشير إليه بيده ويضعها على فم نفسه كأنه يقول له ردّ قولك إلى فيك ولا تنطق بما تريد لأني لا أصدقه، وقد يقوم إليه ويضع يده على فيه إذا كان لا يهابه، يدل على هذا المعنى قوله تعالى "وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ" فلا حاجة لبيان "وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ" من الإيمان والتوحيد والبعث "مُرِيبٍ" ٩ موقع في التهمة إن لم نجزم جحود ما جئتم به، والريبة قلق وعدم طمأنينة بالأمر، لذلك فلا نميل لأمر نحن في شك منه.


الصفحة التالية
Icon