وقال كعب : مكتوب في التوراة لا صحبة لأحد في الأرض حتى يكون ابتداؤهما من اللّه عز وجل ينزلها على أهل السماء ثم على أهل الأرض، وتصديق ذلك في القرآن قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) الآية ٩٩ من سورة مريم في ج ١ فراجعها أيضا ففيها ما تقرّ به الأعين "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ" أيها الناس ولدوابكم "وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ" فتحملكم وأثقالكم إلى مقاصدكم بأقل زمن وأقل كلفة من البر "وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ" ٣٢ تجرونها حيث شئتم للشفة والسقي والنّضارة وغيرها "وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ" مستمرين على عادتهما من الطلوع والغياب بصورة مطّردة وحالة دائمة لمنافعكم أيضا، إذ أودع اللّه فيهما ما أودع من التأثيرات من نضج الثمار وطعمها ولونها وإخراج النبات وأشياء أخرى مما علمه البشر وما لم يعلمه بعد "وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ" ٣٣ لتنتفعوا بكل منهما، راجع الآية ١٢ من الإسراء في ج ١ تقف على فوائدها التي اطلع عليها البشر، ولهما فوائد أخرى تعلم فيما بعد، لأن الدنيا لم تكمل بعد، لأنها.


الصفحة التالية
Icon