واللام في قوله :﴿ ليتوكل ﴾ لام الأمر. وقرأها الجمهور ساكنة وقرأها الحسن مكسورة، وتحريكها بالكسر هو أصلها. وتسكينها طلب التخفيف، ولكثرة استعمالها وللفرق بينها وبين لام كي التي ألزمت الحركة إجماعاً.
وقوله :﴿ ما لنا ألا نتوكل ﴾ الآية، وقفتهم الرسل على جهة التوبيخ على تعليل في أن لا يتوكلوا على الله، وهو قد أنعم عليهم وهداهم طريق النجاة وفضلهم على خلقه، ثم أقسموا أن يقع منهم الصبر على الإذاية في ذات الله تعالى. و﴿ ما ﴾ في قوله :﴿ ما آذيتمونا ﴾ مصدرية، وهي حرف عند سيبويه بانفرادها، إلا أنها اسم مع ما اتصل بها من المصدر، وقال بعض النحويين :" ما " المصدرية بانفرادها اسم. ويحتمل أن تكون ﴿ ما ﴾ - في هذا الموضع - بمعنى الذي، فيكون في ﴿ آذيتمونا ﴾ ضمير عائد، تقديره آذيتموناه، ولا يجوز أن تضمر به سبب إضمار حرف الجر، هذا مذهب سيبويه، والأخفش يجوز ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾