وزادوا قومهم تأييساً من التأثر بالأذى فأقسموا على أن صبرهم على أذى قومهم سيستمر، فصيغة الاستقبال المستفادة من المضارع المؤكد بنون التوكيد في ﴿ ولنصبرن ﴾ دلت على أذى مستقبل.
ودلّت صيغة المضي المنتزع منها المصدر في قوله :﴿ ما آذيتمونا ﴾ على أذى مضى.
فحصل من ذلك معنى نصبر على أذى متوقع كما صبرنا على أذى مضى.
وهذا إيجاز بديع.
وجملة ﴿ وعلى الله فليتوكل المتوكلون ﴾ يحتمل أن تكون من بقية كلام الرسل فتكون تذييلاً وتأكيداً لجملة ﴿ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴾ فكانت تذييلاً لما فيها من العموم الزائد في قوله :﴿ المتوكلون ﴾ على عموم ﴿ فليتوكل المؤمنون ﴾.
وكانت تأكيداً لأن المؤمنين من جملة المتوكلين.
والمعنى : من كان متوكلاً في أمره على غيره فليتوكل على الله.
ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى، فهي تذييل للقصة وتنويه بشأن المتوكلين على الله، أي لا ينبني التوكل إلا عليه. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon