ويجوز أن تكونَ اللامُ مُعَدِّيةً كقولِك : دَعَوْتُكَ لِزيدٍ، وقوله :﴿ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى [ الإيمان ] ﴾ [ غافر : ١٠ ]. والتقدير : يَدْعُوْكم إلى غفرانِ ذنوبِكم.
وقوله :﴿ أَن تَصُدُّونَا ﴾ العامَّة على تخفيفِ النون. وقرأ طلحةُ بتشديدها كما شدَّد " تَدْعُونَّا ". وفيها تخريجان، أحدُهما : ما تقدَّم في نظيرتِها على أَنْ تكونَ " أَنْ " هي المخففةَ لا الناصبةَ، واسمُها ضميرُ الشأنِ، وشذَّ عَدَمُ الفصلِ بينها وبين الجملة الفعلية. والثاني : أنها الناصبةُ، ولكنْ أُهْمِلَتْ حملاً على " ما " المصدريَّةِ، كقراءةِ " أَنْ يُتِمُّ " برفع " يُتِمُّ ". وقد تقدَّمَ القولُ فيه.
و" مِنْ " في ﴿ مِّن ذُنُوبِكُمْ ﴾ قيل : مزيدةٌ. وقيل : تبعيضيةٌ. وقيل : بمعنى البدلِ أي : بدلَ عقوبةِ ذنوبكم، كقوله :﴿ أَرَضِيتُمْ بالحياة الدنيا مِنَ الآخرة ﴾ [ التوبة : ٣٨ ].
قوله :" تُرِيْدون " يجوز أن يكونَ صفةً ثانيةً ل " بَشَرٌ "، وحُمِل على معناه ؛ لأنَّ بمنزلةِ القومِ والرَّهْط، كقوله :﴿ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ﴾ [ التغابن : ٦ ] وأَنْ يكونَ مُسْتَأنفاً.
﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) ﴾
قوله تعالى :﴿ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ ﴾ : يجوز أن يكونَ خبرَ " كان " :" لنا "، و ﴿ أَن نَّأْتِيَكُمْ ﴾ اسمَها، أي : وما كان لنا إتيانُكم بسلطانٍ. و ﴿ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ حالٌ. ويجوز أن يكونَ الخبرُ ﴿ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ﴾ و " لنا " تبيينٌ.