و " الرمادُ " معروفٌ " وهو ما سَحَقَتْه النارُ من الأَجْرام، وجمعُه في الكثرة على رُمُد، وفي القلَّة على أرْمِدَة كجَماد وجُمُد وأَجْمِدَة، وجمعُه على " أَرْمِدَاء " شاذٌّ. والرِّماد : السَّنَةُ أيضاً، السَّنةُ : المَحْل، أَرْمَدَ الماءُ، أي : صار بلون الرماد، والأَرْمَدُ : ما كان على لونِ الرَّماد. وقيل للبعوض " رُمْد " لذلك، ويقال : رَمادٌ رِمْدِدٌ، صار هباءً.
قوله :﴿ اشتدت بِهِ الريح ﴾ في محلِّ جرٍّ صفةً لرماد، و " في يوم " متعلِّقٌ ب " اشْتَدَّت ".
قوله :" عاصفٍ " فيه أوجهٌ، أحدُها : أنه على تقدير : عاصفٍ ريحُه، أو عاصفِ الريح، ثم حُذِفَ " الريح " وجُعلت الصفةُ لليوم مجازاً كقولهم :" يومٌ ماطر " و " ليلُ نائم ". قال الهرويُّ :" فَحُذِفَتْ لتقدُّم ذِكْرِهَا، كما قال :
٢٨٧٥- إذا جاء يومٌ مظلِمُ الشمسِ كاسفُ | ............................... |
الثاني : أنه على النَّسَبِ، أي : ذي عُصُوفٍ كلابِن وتامِر.
الثالث : أنه خُفِض على الجِوار، أي : كان الأصلُ أن يَتْبع العاصفُ الريحَ في الإِعراب فيُقال : اشتدَّتْ به الريحُ العاصفُ في يوم، فلمَّا وقع بعد اليوم أُعْرِبَ بإعرابه، كقولهم :" جُحرُ ضَبّ خَربٍ ". وفي جَعْلِ هذا من باب الخفضِ على الجوارِ نظرٌ، لأنَّ مِنْ شرطِه : أن يكون بحيث لو جُعِل صفةُ لِما قُطع عن إعرابه لَصَحَّ كالمثال المذكورِ، وهنا لو جَعَلْتَه صفةً للريح لم يَصِحَّ لتخالفِهما تعريفا وتنكيراً في هذا التركيبِ الخاصِّ.
وقرأ الحسن وابنُ أبي إسحاق بإضافة " يوم " ل " عاصِفٍ ". وهي على حَذْفِ الموصوفِ، أي : في يومِ ريحٍ عاصِف، فَحُذِفَ لفَهْم المعنى الدالِّ على ذلك. ويجوز أن يكونَ من بابِ إضافةِ الموصوف إلى صفته عند مَنْ يَرَى ذلك نحو : بَقْلَةُ الحَمْقَاء.