قوله تعالى :( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) ( إبراهيم : ٣٤ ) وفي سورة النحل :( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( النحل : ١٨ )، فأعقب في الأولى قوله تعالى :( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) بغير ما أعقب في الثانية، يسأل عن ذلك؟
والجواب عنه، والله أعلم : أن آية إبراهيم تقدمها قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ) ( إبراهيم : ٢٨ )، ثم قوله :( وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ) ( إبراهيم : ٣٠ )، ثم ذكر إنعامه على عباده في قوله :( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ) ( إبراهيم : ٣٢ ) إلى قوله :( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ) ( إبراهيم : ٣٤ )، فناسب ما ذكره تعالى من توالي إنعامه ودرور إحسانه ومقابلة ذلك من العبيد بالتبديل وجعل الأنداد وصف الإنسان بأنه ظلوم كفار.


الصفحة التالية
Icon