وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي، عن محمد بن صالح قال : كان بعض العلماء إذا تلا ﴿ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ﴾ قال : سبحان من لم يجعل من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من ادراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه، فجعل معرفة نعمه بالتقصير عن معرفتها شكراً، كما شكر علم العالمين أنهم لا يدركونه، فجعله إيماناً علماً منه أن العباد لا يجاوزون ذلك.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي، عن أبي أيوب القرشي مولى بني هاشم قال : قال داود عليه السلام :" رب أخبرني ما أدنى نعمتك عليّ.
. ؟ فأوحى الله : يا داود، تنفس. فتنفس، فقال : هذا أدنى نعمتي عليك ".
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال، " عبد الله عابد خمسين عاماً، فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك. قال : يا رب، وما تغفر لي.. ؟ ولم أذنب.. ؟ فأذن الله تعالى لعرق في عنقه فضرب عليه، فلم ينم ولم يصلِّ، ثم سكن فنام تلك الليلة، فشكا إليه فقال : ما لقيت من ضربان العرق؟ قال الملك : إن ربك يقول إن عبادتك خمسين سنة تعدل سكون ذلك العرق ".
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال : اللهم اغفر لي ظلمي وكفري. قال قائل : يا أمير المؤمنين، هذا الظلم... فما بال الكفر... !؟ قال ﴿ إن الإنسان لظلوم كفار ﴾. أ هـ ﴿الدر المنثور حـ ٥ صـ ﴾