وقال أبو السعود :
﴿ قُل لّعِبَادِىَ الذين ءامَنُواْ ﴾
خصهم بالإضافة إليه تنويهاً لهم وتنبيهاً على أنهم المقيمون لوظائفِ العبودية الموفون بحقوقها، وتركُ العاطف بين الأمرين للإيذان بتباين حالِهما باعتبار المقول تهديداً وتشريفاً، والمقولُ هاهنا محذوفٌ دل عليه الجوابُ أي قل لهم أقيموا وأنفقوا ﴿ يُقِيمُواْ الصلاة وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾ أي يداوموا على ذلك، وفيه إيذانٌ بكمال مطاوعتِهم الرسولَ ﷺ وغايةِ مسارعتِهم إلى الامتثال بأوامره، وقد جوّزوا أن يكون المقولُ يقيموا وينفقوا بحذف لام الأمرِ عنهما، وإنما حسُن ذلك دون الحذف في قوله
محمدُ تَفدِ نفسَك كلُّ نفس... إذا ما خِلفْتَ من أمر تَبالا


الصفحة التالية
Icon