وأنفذهم أفكاراً، وأمتنهم آراء، فمن ألزم منهم بطريق النجاة ومن أحذر منهم لطرق الهلاك؟ مع ما أوقعوا أنفسهم فيه من هذا الداء العضال.
ولما تقرر أنهم على الضد من جميع ما يدعونه فكانوا بذلك أهلاً للإعراض عنهم، وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمعرض أن يقول : فماذا أفعل بهم وقد أمرتني بإخراجهم إلى صراطك؟ أمره أن يدق أعناقهم بإخبارهم أن ما أضلهم من النعم إنما هو استدراج، فقال :﴿قل﴾ أي تهديداً لهم فإنهم لا يشكون في قولك وإن عاندوا :﴿تمتعوا﴾ وبالغوا في فعل البهائم مهما قدرتم، فإن ذلك ضائركم غير نافعكم ﴿فإن مصيركم﴾ أي صيرورتكم ﴿إلى النار﴾ بسبب تمتعكم على هذا الوجه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ١٨٦ ـ ١٨٧﴾