قال أبو السعود : والظاهر أن ( من ) متعلقة بـ ( أنفقوا ) وتذكير إتيان ذلك اليوم لتأكيد مضمونه، من حيث أن كلاً من فقدان الشفاعة وما يتدارك به التقصير ؛ معاوضة وتبرعاً، وانقطاع آثار البيع والخلال الواقعين في الدنيا وعدم الانتفاع بهما من أقوى الدواعي إلى الإتيان بما تبقى عوائده وتدوم فوائده من الإنفاق في سبيله تعالى. أو من حيث إن ادخار المال وترك إنفاقه، إنما يقع غالباً للتجارات والمهاداة. فحيث لا يمكن ذلك في الآخرة، فلا وجه لادخاره إلى وقت الموت. وتخصيص التأكيد بذلك لميل الطباع إلى المال، وكونها مجبولة على حبه والفتنة به. ولا يبعد أن يكون تأكيداً لمضمون الأمر بإقامة الصلاة أيضاً، من حيث إن تركها، كثيراً ما يكون بالاشتغال بالبيوع والمخالات. كما في قوله تعالى :﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا ﴾ [ الجمعة : من الآية ١١ ]. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ١٠ صـ ٣٢٥ ـ ٣٢٦﴾


الصفحة التالية
Icon