وقرأ طلحة والأعمش " دعاء ربنا " بغير ياء. وقرأ أبو عمرو وابن كثير " دعائي " بياء ساكنة في الوصل، وأثبتها بعضهم دون الوقف في الوصل. وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي بغير ياء في وصل ولا وقف. وروى ورش عن نافع : إثبات الياء في الوصل، وقرأت فرقة " ولوالديّ " واختلف في تأويل ذلك، وقالت فرقة : كان هذا من إبراهيم قبل يأسه من إيمان أبيه وتبينه أنه عدو لله، فأراد أباه وأمه، لأنها كانت مؤمنة، وقيل : أراد آدم ونوحاً عليهما السلام. وقرأ سعيد بن جبير " ولوالدي " بإفراد الأب وحده، وهذا يدخله ما تقدم من التأويلات، وقرأ الزهري وإبراهيم النخعي " ولولديّ " على أنه دعاء لإسماعيل وإسحاق، وأنكرها عاصم الجحدري، وقال إن في مصحف أبيّ بن كعب " ولأبوي "، وقرأ يحيى بن يعمر " ولوُلْدي " بضم الواو وسكون اللام، والولد لغة في الولد، ومنه قول الشاعر - أنشده أبو علي وغيره :[ الطويل ]
فليت زياداً كان في بطن أمِّه... وليت زياداً كان وُلْدَ حمار
ويحتمل أن يكون الولد جمع ولد كأسد في جمع أسد.
وقوله :﴿ يوم يقوم الحساب ﴾ معناه يوم يقوم الناس للحساب، فأسند القيام للحساب إيجازاً، إذ المعنى مفهوم.
قال القاضي أبو محمد : ويتوجه أن يريد قيام الحساب نفسه، ويكون القيام بمعنى ظهوره وتلبس العباد بين يدي الله به، كما تقول : قامت السوق وقامت الصلاة، وقامت الحرب على ساق. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon