وقال سعيد بن جبير : لو قال أفئدة الناس، لحجت اليهود والنصارى المجوس، ولكنه قال :﴿أَفْئِدَةً مّنَ الناس﴾ فهم المسلمون.
ثم قال :﴿وارزقهم مّنَ الثمرات﴾ وفيه بحثان :
البحث الأول : أنه لم يقل : وارزقهم الثمرات، بل قال :﴿وارزقهم مّنَ الثمرات﴾ وذلك يدل على أن المطلوب بالدعاء اتصال بعض الثمرات إليهم.
البحث الثاني : يحتمل أن يكون المراد بإيصال الثمرات إليهم إيصالها إليهم على سبيل التجارات وإنما يكون المراد : عمارة القرى بالقرب منها لتحصيل الثمار منها.
ثم قال :﴿لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ وذلك يدل على أن المقصود للعاقل من منافع الدنيا أن يتفرغ لأداء العبادات وإقامة الطاعات، فإن إبراهيم عليه السلام بين أنه إنما طلب تيسير المنافع على أولاده لأجل أن يتفرغوا لإقامة الصلوات وأداء الواجبات. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٩ صـ ١٠٣ ـ ١٠٩﴾


الصفحة التالية
Icon