وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى ﴿ ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ﴾
الغفلة معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقائق الأمور وقيل حقيقة الغفلة سهو يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ وهذا في حق الله محال فلا بد من تأويل الآية فالمقصود منها أنه سبحانه وتعالى ينتقم من الظالم للمظلوم ففيه وعيد وتهديد للظالم وإعلام له بأن لا يعامله معاملة الغافل عنه بل ينتقم ولا يتركه مغفلاً قال سفيان بن عيينة : فيه تسلية للمظلوم وتهديد للظالم.
فإن قلت : تعالى الله عن السهو والغفلة فكيف يحسبه رسول الله ( ﷺ ) غافلاً وهو أعلم الناس به أنه لم غافلاً حتى قيل له ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون.
قلت : إذا كان المخاطب به رسول الله ( ﷺ ) ففيه وجهان : أحدهما التثبيت على ما كان عليه من أنه لا يحسب الله غافلاً فهو كقوله ﴿ ولا تكونن من المشركين ﴾ ﴿ ولا تدع مع الله إلهاً آخر ﴾ وكقوله سبحانه وتعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا آمنوا ﴾ أي اثبتوا على ما أنتم عليه من الإيمان.


الصفحة التالية
Icon