هذا وانه عليه السلام لم يستبعد ذلك بالنسبة لعظيم قدرة اللّه، وإنما استبعده بالنسبة لواقع، لأن مثله ومثلها لا يتصور أن يولد لهما، وأن العقم وحده كاف للاستبعاد فكيف إذا ضم إليه الكبر ؟ ثم لما عرفهم أنهم ملائكة "قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ٥٧" غير بشارتي هذه "قالُوا" إن الخطب الذي جئنا به هو "إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ٥٨" لنهلكهم بجرمهم القبيح ولذلك عبر بالخطب لعظمته ثم استثنى فقال "إِلَّا آلَ لُوطٍ" أهله وشيعته وأتباعه المؤمنين "إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ٥٩" من الإهلاك ثم استثنى من أهله الناجين ما يتصور دخوله فيهم فقال "إِلَّا امْرَأَتَهُ" فهي هالكة معهم لأنا "قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ ٦٠" الباقين في العذاب معهم في علمنا الأزلي، هذا وقد أسندوا الفعل لأنفسهم مع أنه للّه تعالى لاختصاصهم به وقربهم منه كما تقول خاصة الملك أمرنا وقضينا وفعلنا مع أنه بأمر الملك،
قال تعالى "فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ٦١ قال" لهم لوط حينما دخلوا عليه "إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ٦٢" لا أعرفكم إذ جاءوا بزي شباب حسان وكان مثلهم