"وَإِنَّهُما" أي أهل الأيكة وأهل مدين لأنه عليه السلام أرسل إليها ولم يرسل نبي إلى قومين قبله مرة بعد أخرى، وإن هاتين المدينتين باق أثرهما مثل قرى قوم لوط "لَبِإِمامٍ مُبِينٍ ٧٩" ظاهر على طريق مستقيم، وسمي الطريق إماما لأن المارة تسلكه فكأنها تتبعه كالإمام الذي يتبعه الناس "وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ٨٠" صالحا فمن قبله لأن الحجر كانت تسكنه ثمود قوم صالح
"وَآتَيْناهُمْ آياتِنا" التي من جملتها الناقة "فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ ٨١ لا يلتفتون إليها "وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ ٨٢" من خوف خرابها لقوتها، فكذبوه أيضا وعقروا الناقة "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ٨٣" مع الصباح حال غفلتهم "فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ٨٤" من الأموال والأملاك من اللّه شيئا لإصرارهم على الكفر، وإن قراهم موجودة الآن آثارها ظاهرة للعيان بين المدينة والشام.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال لما مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا
باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى جاوز الوادي.


الصفحة التالية
Icon