وقال قتادة سدت وحجتهم في التشديد أن الفعل مسند إلا جماعة وهو قوله سكرت أبصارنا والتشديد مع الجمع أولى
وأرسلنا الريح لواقح ٢
قرأ حمزة وأرسلنا الريح لواقح بغير ألف وجته أن الريح في معنى جمع ألا ترى أنك تقول قد جاءت الريح من كل مكان تريد الرياح وكما تقول ثوب أخلاق قال الشاعر... جاء الشتاء وقميصي أخلاق...
وقرأ الباقون الرياح على الجمع وحجتهم قوله لواقح ولم يقل لاقحا
فبم تبشرون ٥٤
قرأ ابن كثير فبم تبشرون مشددة النون مكسورة الأصل
تبشرونني النون الأولى علامة الرفع و الثانية مع الياء في موضع النصب وإنما دخلت لتمنع الفعل من أن ينكسر ثم أدغم النون في النون وحذف الياء اجتزاء بالكسرة لأنها نابت عن الياء
وقرأ نافع تبشرون بكسر النون مع التخفيف والأل فبم تبشرونني كما ذكرنا فاستثقل النونين فحذف إحداهما وهي الثانية لأن التكرير بها وقع ولم يحذف الأولى قال الشاعر في حذف النون... تراه كالثغام يعل مسكا... يسوء الفاليات إذا فليني...
وقرأ الباقون فبم تبشرون بفتح النون خفيفة لم يريدوا الإضافة إلى النفس فتجتمع نونان
قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ٥٦
قرأ أبو عمرو والكسائي ومن يقنط بكسر النون من قنط يقنط وحجتهما قوله من بعدما قنطوا
وقرا الباقون بفتح النون من قنط يقنط و قنط يقنط لغتان ومثله نقم ينقم ونقم ينقم
إنا لمنجوهم أجمعين ٥٩
وقرأ حمزة والكسائي إنا لمنجوهم خفيفة من أنجى ينجي وحجتهما قوله فأنجاه الله من النار والأصل لمنجوونهم بواوين الأولى لام الفعل من نجا ينجو والثانية واو الجمع فانقلبت الأولى ياء لانكسار الجيم فصارت لمنجوونهم فاستثقلوا الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان فحذفوا الياء وضموا الجيم لمجاورة الواو وحذفوا النون للإضافة وكذلك قوله تعالى إنا منجوك والأصل منجونك
وقرأ الباقون إنا لمنجوهم بالتشديد من نجى ينجي وحجتهم قوله ونجينا الذين آمنوا وهما لغتان مثل أكرم وكرم