فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال الشيخ محمد أبو زهرة :
سورة الحجر
أول الجزء الرابع عشر، وأوله سورة الحجر، وهى سورة مكية إلا ما قيل :
إنه يستثنى مكيته وهى الآية السابعة والثمانين، وعدد آياتها ٩٩.
وقد ابتدئت بالحروف المفردة ( الر )، وذكر بعدها القرآن الكريم ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (١)
وقد أخبر سبحانه أنه (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ولكن غلب عليهم الهوى، ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٣)،
وإن بين أيديهم العبر ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ) ومن لهوهم وعبثهم قولهم لنبيهم :( وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧ )،
وإن الملائكة لا تنزل، وإذا نزلوا لا يؤجلهم ( مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ (٨)
وذلك شأن الكافرين يتوارثون ذلك الفكر السقيم جيلا بعد جيل، وإن القرآن باق ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (١٠) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ (١١) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (١٣).
وإن الآيات لا تخزيهم، لأن قلوبهم أغلقت عن الحق ( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (١٥)


الصفحة التالية
Icon