وقال ابن عاشور :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الحجرسميت هذه السورة الحجر، ولا يعرف لها اسم غيره.
ووجه التسمية أن اسم الحجر لم يذكر في غيرها.
والحجر اسم البلاد المعروفة به وهو حجر ثمود.
وثمود هم أصحاب الحجر.
وسيأتي الكلام عليه عند قوله تعالى :﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ﴾ والمكتبون في كتاتيب تونس يدعونها سورة ﴿رُبَمَا﴾ لأن كلمة " ربما " لم تقع في القرآن كله إلا في أول هذه السورة.
وهي مكية كلها وحكي الاتفاق عليه.
وعن الحسن استثناء قوله تعالى :﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ بناء على أن سبعا من المثاني هي سورة الفاتحة وعلى أنها مدنية.
وهذا لا يصح لأن الأصح أن الفاتحة مكية.
واستثناء قوله تعالى :﴿كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ بناء على تفسيرهم ﴿الْمُقْتَسِمِينَ﴾ بأهل الكتاب وهو صحيح، وتفسير ﴿جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ أنهم قالوا : ما وافق منه كتابنا فهو صدق وما خالف كتابنا فهو كذب.
ولم يقل ذلك إلا يهود المدينة، وهذا لا نصححه كما نبينه عند الكلام على تلك الآية.
ولو سلم هذا التفسير من جهتيه فقد يكون لأن اليهود سمعوا القرآن قبل هجرة النبي ﷺ بقليل فقالوا ذلك حينئذ، على أنه قد روي أن قريشا لما أهمهم أمر النبي ﷺ استشاروا في أمره يهود المدينة.
وقال في " الإتقان " ينبغي استثناء قوله :﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا
الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ لما أخرجه الترمذي وغيره في سبب نزولها وأنها في صفوف الصلاة اهـ.