١١ - ثم قال تعالى لقالوا إنما سكرت أبصارنا قال ابن عباس أخذت قال أبو جعفر والمعروف من قراءة مجاهد والحسن سكرت بالتخفيف قال الحسن أي سحرت وحكى أبو عبيد عن أبي عبيدة أنه يقال سكرت أبصارهم أذا عشيها سمادير حتى لا يبصروا وقال الفراء من قرأ سكرت أخذه من سكون الريح قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربه والأصل فيها ما قال أبو عمرو بن العلاء يرحمه الله قال هو من السكر في الشراب
وهذا قول حسن أي غشيهم ما غطى أبصارهم كما غشى السكران ما غطى عقله وسكور الريح سكونها وفتورها وهو يرجع إلى معنى التخيير ١٢ - وقوله جل وعز ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين قال مجاهد يعني الكواكب قال أبو جعفر ومن قال أنها إثنا عشر برجا فقوله يرجع إلى هذا لأنها كواكب عظام ومعروف في اللغة أن يقال برج يبرج إذا ظهر وارتفع
فقيل لهذا الكواكب بروج لظهروها وثباتها وراتفاعها يا والبرج كبر العين
١٣ - ثم قال تعالى وحفظناها من كل شيطان رجيم أي لا يصل إليها ولا يسمع شيئا من الوحي إلا مسارقة وكان هذا من علامة نبوة محمد (صلع) ولا نعلم أحدا من الشعراء شبه شيئا بسرعة الكواكب إلا في الإسلام ولو كان هذا قبله لشبهوا به قال ابن جريج الرجيم الملعون قال الكسائي كل رجيم في القرآن فهو بمعنى الشتيم وقيل رجيم بمعنى مرجوم أي يرجم بالكواكب
١٤ - وقوله جل وعز وأنبتنا فيها من كل شئ موزون روى معاويه بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وأنبتنا فيها من كل شئ موزون قال أي معلوم وكذلك روى علي بن الحكم عن الضحاك وقال أبو صالح وعكرمة أي مقدور وقال مجاهد أي مقدر بقدر معناه مقدر لا يزيد على قدر الله ولا ينقص فكأنه موزون
وقيل أراد بموزون ما يوزن من الذهب والفضة والحديد والرصاص وشبهه