فهذا الموضع لو كان فيه الواو صلح ذلك. وإذا أدخلت فى (كان) جحدا صلح ما بعد (إلّا) فيها بالواو وبغير الواو. وإذا أدخلت الاستفهام وأنت تنوى به الجحد صلح فيها بعد (إلّا) الواو وطرح الواو. كقولك : وهل كان أحد إلّا وله حرص على الدنيا، وإلّا له حرص على الدنيا.
فأمّا أصبح وأمسى ورأيت فإنّ الواو فيهنّ أسهل، لأنهن/ ٩١ ا توامّ (يعنى «١» تامّات) فى حال، وكان وليس وأظن بنين على النقص. ويجوز أن تقول : ليس أحد إلّا وله معاش : وإن ألقيت الواو فصواب، لأنك تقول : ليس أحد فتقف فيكون كلاما. وكذلك لا فى التبرئة وغيرها. تقول :
لا رجل ولا من رجل يجوز فيما يعود بذكره بعد إلّا الواو وغير الواو فى التمام ولا يجوز ذلك فى أظنّ من قبل أن الظنّ خلقته الإلغاء : ألا ترى أنك تقول : زيد قائم أظنّ، فدخول (أظن) للشك فكأنه مستغنى عنه، وليس بنفي ولا يكون عن النفي مستغنيا لأنك إنما تخبر بالخبر على أنه كائن أو غير كائن، فلا يقال للجحد : إنه فضل من الكلام كما يقال للظنّ.
وقوله : ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ [٥] ولم يقل (تستأخر) لأن الأمّة لفظها لفظ مؤنّث، فأخرج أوّل الكلام على تأنيثها، وآخره على معنى الرجال. ومثلها (كُلَّ ما جاءَ «٢» أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ) ولو قيل : كذّبته كان صوابا وهو كثير.
وقوله : لَوْ ما تَأْتِينا [٧] ولو لا ولو ما لغتان فى الخبر والاستفهام فأمّا الخبر فقوله (لَوْ لا «٣» أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ).
وقال الشاعر :
لو ما هوى عرس كميت لم أبل
(٢) الآية ٤٤ سورة المؤمنين.
(٣) الآية ٣١ سورة سبأ.