وأصل هذه الكلمة من "عضة" منقوصة، وكانت عضوة كعزة وعزين، وبرة وبرين، ولهذا قال: تجمع على عضوات. والتوفيق بين قوله تعالى: (لنسئلنهم أجمعين) [٩٢] وقوله: (لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان)، ما قاله ابن عباس: إنه لا يسأل هل أذنبتم؟ [لعلمه] بذلك، ولكن لم أذنبتم؟. وذكر عكرمة: أن المواقف مختلفة يسأل في بعضها، أو يسأل في بعض اليوم، ولا يسأل في بعضه، كقوله: (هذا يوم لا ينطقون)، ثم قال: (ثم
إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون)، إلا أن جميع أوقات اليوم [ومواقفه] داخل تحت اللفظ، لا سيما عندنا، فإن العموم لا يقتضي الخصوص، وكذلك إذا ورد خاص عندنا في حادثة بعد عام، لا يكون ذلك بياناً، ولكن نسخاً، والنسخ في الأحكام لا في الأخبار، فأولى أن المراد: هو النطق المسموع المقبول، الذي تقوم به حجة، وتظهر معذرة، فإذا لم يكن عندهم [ذلك]، كأن لم [ينطقوا]، ولا يسألوا على مجاز قول الدارمي: ٦٦٦- أعمى إذا ما جارتي خرجت حتى يواري جارتي الخدر ٦٦٧- [و]يصم عما كان بينهما أذني وما بي غيره وقر/
وقول حاتم: ٦٦٨- بعيني عن عوراء جاري نبوة وبالأذن عما لا يلائمني وقر. وقال آخر: ٦٦٩- وقد طال كتمانيك حتى كأنني برد جواب السائلي عنك أعجم. والأول أولى (فاصدع بما تؤمر) [٩٤] احكم بأمرنا. وقيل: افرق بين الحق والباطل، كقول الهذلي:
٦٧٠- فكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع. (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [٩٩] أي: النصر الموعود، وقيل: الموت الذي هو موقن به.
[تمت سورة الحجر]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ٧٧٢ ـ ٧٩٠﴾