والوجه الثاني : أنه لو كان المراد ما ذكروه لوجب أن يقال :﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِى قُلُوبِ المجرمين﴾ ولا يؤمنون به، أي ومع هذا السعي العظيم في تحصيل إيمانهم لا يؤمنون أما لم يذكر الواو فعلمنا أن قوله :﴿لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ كالتفسير، والبيان لقوله :﴿نَسْلُكُهُ فِى قُلُوبِ المجرمين﴾ وهذا إنما يصح إذا كان المراد أنا نسلك الكفر والضلال في قلوبهم.
والوجه الثالث : أن قوله :﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر﴾ [ الحجر : ٩ ] بعيد، وقوله :﴿يَسْتَهْزِئُونَ﴾ قريب، وعود الضمير إلى أقرب المذكورات هو الواجب.
أما قوله : لو كان الضمير في قوله :﴿نَسْلُكُهُ﴾ عائداً إلى الاستهزاء لكان في قوله ؛ ﴿لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ عائداً إليه، وحينئذ يلزم التناقض.
قلنا : الجواب عنه من وجوه :