وقال الحسن : المستقدمون يعني في الطاعة والخير والمستأخرون يعني فيهما.
وقال الأوزاعي : أراد بالمستقدمين المصلين في أول الوقت وبالمستأخرين المؤخرين لها إلى آخره.
وقال مقاتل : أراد بالمستقدمين وبالمستأخرين في صف القتال.
وقال ابن عيينة : أراد من يسلم أولاً ومن يسلم آخراً.
وقال ابن عباس في رواية أخرى عنه أن النبي ( ﷺ ) حرض على الصف الأول فازدحموا عليه، وقال قوم كانت بيوتهم قاصة عن المسجد : لنبيعن دورنا ونشتري دوراً قريبة من المسجد حتى ندرك الصف المقدم.
فنزلت هذه الآية، ومعناها إنما تجزون على النيات فاطمأنوا وسكنوا فيكون معنى الآية على القول الأول المستقدم للتقوى والمستأخر للنظر، وعلى القول الأخير المستقدم لطلب الفضيلة والمستأخر للعذر، ومعنى الآية أن علمه سبحانه وتعالى محيط بجميع خلقه مقدمهم ومتأخرهم طائعهم وعاصيهم، لا يخفى عليه شيء من أحوال خلقه ﴿ وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم ﴾ يعني على ما علم منهم، وقيل : إن الله سبحانه وتعالى يميت الكل ثم يحشرهم الأولين والآخرين على ما ماتوا عليه ( م ) عن جابر قال : قال رسول الله ( ﷺ )
" يبعث كل عبد على ما مات عليه ". أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾