وقال الآلوسى :
﴿ قَالَ رَبّ فَأَنظِرْنِى ﴾
أمهلني وأخرني ولا تمتني والفاء متعلقة بمحذوف مفهوم من الكلام أي إذ جعلتني رجيما فامهلني ﴿ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ أي آدم عليه السلام وذريته للجزاء وأراد بذلك أن يجد فسحة لا غوائهم ويأخذ منهم ثاره، قيل : ولينجوا من الموت إذ لا موت بعد البعث وهو المروى عن ابن عباس.
والسدى، وكأنه عليه اللعنة طلب تأخير موته لذلك ولم يكتف بما أشار إليه سبحانه في التغيى من التأخير لما أنه يمكن كون تأخير العقوبة كسائر من أخرت عقوباتهم إلى الآخرة من الكفرة.
﴿ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) ﴾
﴿ قَالَ ﴾ الرب سبحانه ﴿ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين ﴾ أي من جملتهم ومنتظم في سلكهم قال بعض الأجلة : إن في ورود الجواب جملة اسمية مع التعرض لشمول ما سأله الآخرين على وجه يؤذن بكون السائل تبعاً لهم في ذلك دليل على أنه اخبار بالانظار المقدر لهم لا لانشاء انظار خاص به وقع إجابة لدعائه أي أنك من جملة الذين أخرت آجالهم ازلا حسبما تقتضيه حكمة التكوين، فالفاء لربط الأخبار بالانظار بالاستنظار كما في وقوله :
فإن ترحم فأنت لذاك أهل...
وإن تطرد فمن يرحم سواكا
لا لربط نفس الانظار به وأن استنظاره لتأخير الموت إذ به يتحقق كونه من جملتهم لا لتأخير العقوبة كما قيل، ونظمه في سلك من أخرت عقوبتهم إلى الآخرة في علم الله تعالى ممن سبق من الجن ولحق من الثقلين لا يلائم مقام الاستنظار مع الحياة ولأن ذلك التأخير معلوم من إضافة اليوم إلى الدين مع إضافته في السؤال إلى البعث انتهى، وقيل : إن الفاء متعلقة كالفاء الأولى بمحذوف والكلام إجابة له في الجملة أي إذ دعوتني فإنك من المنظرين
﴿ إلى يَوْمِ الوقت المعلوم ﴾ وهو وقت النفخة الأولى كما روى عن ابن عباس، وعليه الجمهور.