﴿ إِخْوَانًا ﴾ حال من الضمير في ﴿ فِي جنات ﴾ [ الحجر : ٤٥ ] وهي حال مترادفة أن جعل ﴿ ادخلوها ﴾ حالاً من ذلك أيضاً أو حال من فاعل ﴿ ادخلوها ﴾ وهي مقدرة إن كان النزع في الجنة أو من ضمير ﴿ ءامِنِينَ ﴾ [ الحجر : ٤٦ ] أو الضمير المضاف إليه في ﴿ صُدُورُهُمْ ﴾ وجاز لأن المضاف بعض من ذلك وهي حال مقدرة أيضاً، ويقال نحو ذلك في قوله تعالى :﴿ على سُرُرٍ متقابلين ﴾ ويجوز أن يكون صفتين لإخوانا أو حالين من الضمير المستتر فيه لأنه في معنى المشتق أي متصافيين، ويجوز أن يكون ﴿ متقابلين ﴾ حالاً من المستتر في ﴿ على سُرُرٍ ﴾ سواء كان حالاً أو صفة، وأبو حيان لا يرى جواز الحال من المضاف إليه إذا كان جزأه أو جزئه ويخصه فيما إذا كان المضاف مما يعمل في المضاف إليه الرفع أو النصب، وزعم أن جواز ذلك في الصورتين السابقتين مما تفرد به ابن مالك، ولم يقف على أنه نقله في فتاويه عن الأخفش.
وجماعة وافقوه فيه، واختار كون ﴿ إِخْوَانًا ﴾ منصوباً على المدح ؛ والسرر بضمتين جمع سرير وهو معروف وأخذه من السرور إذ كان ذلك لأولي النعمة، وإطلاقه على سرير الميت للتشبيه في الصورة وللتفاؤل بالسرور الذي يلحق الميت برجوعه إلى جوار الله عز وجل وخلاصه من سجنه المشا إليه بما جاء في بعض الآثار "الدنيا سجن المؤمن".
وكلب.
وبعض بني تميم يفتحون الراء وكذا كل مضاعف فعيل، ويجمع أيضاً على أسرة، وهي على ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من ذهب مكللة باليواقيت والزبرجد والدر، وسعة كل كسعة ما بين صنعاء إلى الجابية.
وفي كونهم على سرر إشارة إلى أنهم في رفعة وكرامة تامة.
وروي عن مجاهد أن الأسرة تدور بهم حيثما داروا فهم في جميع أحوالهم متقابلون لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض، فالتقابل التواجه وهو نقيض التدابر، ووصفهم بذلك إشارة إلى أنهم على أشرف أحوال الاجتماع.