وقوله :﴿وامضوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾ قال ابن عباس : يعني الشام.
قال المفضل : حيث يقول لكم جبريل.
وذلك لأن جبريل عليه السلام أمرهم أن يمضوا إلى قرية معينة أهلها ما عملوا مثل عمل قوم لوط.
وقوله :﴿وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ﴾ عدى قضينا بإلى، لأنه ضمن معنى أوحينا، كأنه قيل : وأوحيناه إليه مقضياً مبتوتاً، ونظيره قوله تعالى :﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِى إسرائيل ﴾ [ الإسراء : ٤ ] وقوله ؛ ﴿ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ﴾ [ يونس : ٧١ ] ثم إنه فسر بعد ذلك القضاء المبتوت بقوله :﴿أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآء مَقْطُوعٌ﴾ وفي إبهامه أولاً، وتفسيره ثانياً تفخيم للأمر وتعظيم له.
وقرأ الأعمش ﴿إِن﴾ بالكسر على الاستئناف كان قائلاً قال أخبرنا عن ذلك الأمر، فقال : إن دابر هؤلاء، وفي قراءة ابن مسعود.
وقلنا :﴿إِنَّ دَابِرَ هَؤُلآء﴾ ودابرهم آخرهم، يعني يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد وقوله :﴿مُّصْبِحِينَ﴾ أي حال ظهور الصبح. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٩ صـ ١٥٧ ـ ١٦٠﴾


الصفحة التالية
Icon