وقال الخازن :
قوله ﴿ ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين ﴾
قال المفسرون : الحجر اسم واد كان يسكنه ثمود وهو معروف بين المدينة النبوية والشام وآثاره موجودة باقية يمر عليها ركب الشام إلى الحجار، وأهل الحجاز إلى الشام وأراد بالمرسلين صالحاً وحده، وإنما ذكره بلفظ الجمع للتعظيم أو لأنهم كذبوه، وكذبوا من قبله من الرسل.
﴿ وآتيناهم آياتنا ﴾ يعني الناقة وولدها والآيات التي كانت في الناقة خروجها من الصخرة وعظم جثتها وقرب ولادها وغزارة لبنها، وإنما أضاف الآيات إليهم وإن كانت لصالح، لأنه مرسل إليهم بهذه الآيات ﴿ فكانوا عنها ﴾ يعني عن الآيات ﴿ معرضين ﴾ يعني تاركين لها غير ملتفتين إليها ﴿ وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين ﴾ خوفاً من الخراب أو أن يقع عليهم الجبل أو السقف ﴿ فاخذتهم الصيحة ﴾ يعني العذاب ﴿ مصبحين ﴾ يعني وقت الصبح ﴿ فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ﴾ يعني من الشرك والأعمال الخبيثة ( ق ) عن أبي هريرة قال : لما مر رسول الله ( ﷺ ) بالحجر قال :" لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى جاوز الوادي ". أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon