ويتركّب على هذا أن الرجل إذا قال لامرأته : أنت طالق أبداً، وقال : نويت يوماً أو شهراً كانت عليه الرجعة.
ولو قال : طلقتها حياتَها لم يراجعها.
والدليل على أن اليقين الموتُ حديثُ أمّ العلاء الأنصارية، وكانت من المبايِعات، وفيه : فقال رسول الله ﷺ :" أما عثمان أعني عثمان بن مَظْعُون فقد جاءه اليقين وإني لأرجو له الخير واللَّهِ ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به " وذكر الحديث.
انفرد بإخراجه البخاريّ رحمه الله! وكان عمر بن عبد العزيز يقول : ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ثم لا يستعدون له ؛ يعني كأنهم فيه شاكون.
وقد قيل : إن اليقين هنا الحق الذي لا ريب فيه من نصرك على أعدائك ؛ قاله ابن شجرة ؛ والأول أصح، وهو قول مجاهد وقتادة والحسن. والله أعلم.
وقد روى جُبير بن نفُير عن أبي مسلم الخَوْلانِيّ أنه سمعه يقول إن النبيّ ﷺ قال :" ما أوحي إليّ أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحي إليّ أن سبّح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" ". أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٠ صـ ﴾