قال حميد بن ثور في هذا :
أبى اللّه إلا أن سرحة مالك على كل أفنان العفاة تروق
فلا الظل في برد الضحى تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق
وأراد بالسرحة امرأة على طريق الكناية، أي تنشر ظلاله انتشارا "عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ" ٤٨ صاغرون ذليلون، قال ذو الرمة :
فلم يتق إلا داخر في مخيس ومنحجر في غير أرضك في حجر
المخيس السجن "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ" ٤٩ عن السجود لعظمته بل يتواضعون ويخشعون ويخضعون لهيبة جلاله "يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ" ٥٠.
مطلب من أنواع السجود للّه وتطاول العرب لاتخاذ الملائكة آلهة :
وهذه الآية شاملة لنوعي السجود، لأنه سجود طاعة وعبادة كسجود الملائكة والآدميين وسجود انقياد وخضوع كسجود الضلال والدواب، وجاء بلفظ ما الموضوعة لما لا يعقل تغليبا لأنه أكثر مما يعقل كتغليب المذكر على المؤنث وجمعها جمع من يعقل، لأنه وصفها بصفته، لأن السجود من شأن من يعقل، وهذه السجدة من عزائم السجود وقد بينا ما يتعلق فيه في الآية ٣٧/ ٣٨ من سورة فصلت المارة فراجعه ترشد لما تريده فيه.
"وَقالَ اللَّهُ" تعالى يا ابن آدم إني نهيتكم كما نهيت


الصفحة التالية
Icon