وقال ابن مسعود : إن الجعل لتعذب في جحرها بذنب ابن آدم.
واعلموا أن اللّه لو يؤاخذكم بما يقع منكم لا نقطع نسلكم ولم يبق على وجه الأرض أحد، ولا حول ولا قوة إلا باللّه.
"وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ" لأنفسهم، وهذا بمقابلة قوله (وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) في الآية المارة ٥٧ "وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ" مع ذلك إذ يتمنون "أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى " العاقبة الحسنة عند اللّه وهي الجنة في الآخرة وهو كذب محض
وافتراء على اللّه، وهذا ردّ لقول الخبيث منهم (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى ) الآية ٥٠ من سورة فصّلت المارة والآية ٣٦ من سورة الكهف أيضا.
قال تعالى "لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ" في الآخرة لا شيء لهم غيرها "وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ" ٦٢ معجلون إليها، والفرط التقدم إلى الماء قبل القوم ومنه قوله صلّى اللّه عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض، لأنه صلّى اللّه عليه وسلم يقف على حوضه الكوثر يوم القيامة ويرد عليه المؤمنون به.


الصفحة التالية
Icon